نعى حزب جبهة القوى الاشتراكية الجزائري، زعيمه التاريخي والقائد الثوري السابق والمعارض البارز حسين آيت أحمد الذي توفى الأربعاء (23 ديسمبر/ كانون الأول 2015) بأحد مستشفيات مدينة لوزان السويسرية عن عمر يناهز 89 عاما بعد صراع مع مرض عضال.
ويعتبر آيت احمد من القادة التاريخيين لحرب التحرير الوطني في الجزائر ضد المستعمر الفرنسي، حيث انضم عام 1943 إلى حزب الشعب الجزائري، كما دافع عن خيار الكفاح المسلح من أجل استقلال الجزائر بداية من عام 1946. وأسس جبهة التحرير الوطني عام 1954ودافع عن أفكارها ومنها الكفاح المسلح لطرد المستعمر الفرنسي. وفي 22 تشرين أول/أكتوبر 1956، تعرض للاختطاف من طرف الجيش الفرنسي رفقة قادة آخرين عندما كانوا على متن طائرة كانت تقلهم من مدينة طنجة المغربية باتجاه تونس، وبقى في السجن حتى وقف إطلاق النار عام 1962.
وعين آيت أحمد وزيرا للدولة في الحكومة المؤقتة وعرف عنه معارضته للرئيس الأول للجزائر المستقلة أحمد بن بلة ولقائد أركان جيش التحرير العقيد هواري بومدين الذي انقلب على بن بلة فيما بعد. وانتخب آيت أحمد عضوا في المجلس التأسيسي عام 1962 مباشرة بعد استقلال الجزائر، وفي العام التالي انشأ حزب جبهة القوى الاشتراكية المعارض بعد قيادته لتمرد عسكري في منطقة القبائل رفقة العقيد محند أولحاج.
واعتقل آيت أحمد عام 1964 وصدر بحقه حكم بالإعدام، غير أنه فر من السجن عام 1966 ليهرب إلى سويسرا. وعاد آيت أحمد عام 1990 إلى الجزائر وأعاد بعث نشاط حزب جبهة القوى الاشتراكية. وفي عام 1999 ترشح لانتخابات الرئاسة قبل أن ينسحب رفقة خمسة مرشحين آخرين تاركين الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة وحده في السباق.