نشاط



شعراء سوريون في ألمانيا ...قصائد توحد جغرافيا الوطن والمنفى

22-03-2016 11:36:54

شكل المهرجان الأول من نوعه للقصيدة السورية بمدينة كولونيا، والذي انطلقت فعالياته يومي 19 و20 مارس آذار بمشاركة كوكبة من الشعراء السوريين، دفعة جديدة للحياة الثقافية للسوريين في ألمانيا، الذين تكثف وجودهم في العامين الأخيرن بفعل موجة اللجوء التاريخية.

 المهرجان نٌظم تحت شعار " لأن القصيدة ممكنة فالحياة ممكنة " كترجمة أمينة لأن تكون قيمة الحياة هي رسالة الشاعر، فتلاحقت الحروف في عرس ثقافي كبير احتفاءا بالقصيدة التي هي الرئة الثالثة التي يتنفس منها الشاعر السوري، حيث تضمن المهرجان قراءات شعرية من انتاج الشاعر "خضر الأغا" الذي أكد في تصريح له أن الشاعر السوري تحرر من القيود المفروضة على قلمه و أصبحت كلمته تلامس الواقع.

وبحنجرة ملتهبة تصدح بحب سوريا، حرك الشاعر محمد المطرود بقصائده مشاعر الحاضرين في الملتقى عبر تدافع القوافي و الصور الشعرية القوية، وأمام مفردات الضاد الجميلة رسمت الشاعرة لينا عطفة لوحات وجدانية رائعة باحساس مرهف أروع القصائد الشعرية، فضلا عن مشاركة الشاعرة وداد نبي والشاعرة سرى علوش تناولا مواضيع الإنسانية و الإغتراب.

وتدفقت المعاني الغزيرة في قصائد الشاعر محمد الشمام، فزاوج المهرجان بين ابداع الشعراء ووعي المتلقي في تفاعلية ظاهرة، برز ذلك في اكتضاض قاعة المهرجان بجمهور متعطش للإبداع والكلمة الموزونة، مما أعطى الشعراء حقهم من الاستماع والاستمتاع.

وشكل المهرجان قناة تعبيرية صب الشعراء السوريون من خلالها حب الوطن في قالب من الشعر المتقن الصياغة والمترف الأسلوب والمؤثر في المشاعر نلمس فيه العلاقة الملتحمة بين روح الشاعر السوري وجذور أرضه وفاءا والتصاقا لا ينفك عراهما رغم الهجر والبعد و معاناة الغربة.

في المقابل فقد جعلت ظروف اقامة المثقف السوري بألمانيا يعيش حالة من الحرية و يتفتق وجعه وآلامه فكرا، حيث وجدت القصيدة بالمهرجان قدرة على الانطلاق دون محددات فاستطاع الشاعر أن ينطلق بفكره على مستوى ما يمكن أن يطرحه، من هنا يأتي بلورة الإبداع من كونه  حالة فردية أو ذاتية يمكن أن تنبض بالأهداف التي تحققها الثقافة وتعبيرا عن انسانية واسعة وعن التزام بخلق و قيمة عالية يتبوأها الشاعر السوري .

كما أن اقامالشاعر السوري بألمانيا جعلت قصيدته تحمل جغرافيا جديدة وتلتقط موضوعات دون حدود حاملا الوطن بداخله وكأنه لم يغادر وطنه، كما جاء في تصريح أحد الشعراء المشاركين بالمهرجان أنه كالشجرة المثمرة إذا اقتلعتها من جذورها لا يمكن أن تزرعها في مكان آخر. 
وعقدت على هامش المهرجان جلسات حوارية هادفة تم خلالها استقراء بعمق المناطق الخفية للشاعر السوري و التحديات التي يواجهها بألمانيا، كذلك عرض للإصدارات الجديدة وخاصة المترجمة منها للغات أخرى. وبالتالي سيصبح المهرجان تقليدا سنويا سيدعى إليه شعراء آخرون للإسهام في تطوير فعالياته بدءا من العام القادم.
واختتم المهرجان بتوزيع شهادات تقديرية على كل المشاركين والمشاركات في انجاح هذا الحفل الثقافي الذي عرف نجاحا باهرا على كل المستويات.


عبد السلام إفروان - كولونيا

 


Copyright © 2024 MAGDE / All rights reserved.