بانوراما



البروفيسور ألفة كانون - وصفة نجاح "بنت تونس" في ألمانيا

27-01-2018 18:37:35

في كلمتها في الاحتفال بالذكرى السابعة للثورة التونسية الذي نظمته الجمعيات التونسية الألمانية بولاية NRW يوم 20 جانفي 2018 بدوسلدورف ..

تحدثت البروفيسور ألفة كانون، مديرة أبحاث بالجامعة التقنية في كيمنتس الألمانية، عن قصة نجاح استثنائية لفتاة تونسية يافعة وكيف تدرجت إلى أعلى المراتب العلمية في الجامعات الألمانية..

سيداتي وسادتي

أرحب بكم بمناسبة الذكرى السابعة للثورة التونسية.

وأود اليوم أن أتوجه بالشكر إلى منظمي هذا الاحتفال، ويسعدني أن نلتقي في إطار هذه المبادرة الممتازة للمجتمع المدني التونسي في ولاية فستفاليا شمال الراين.

اسمي ألفة كانون. أنا بنت تونس، جئت للدراسة في ألمانيا منذ حوالي 30 عاما.

 كانت لي صدمة ثقافية واجهتها في البداية وفي سن مبكرة حوالي 18 عاما. في ذلك الوقت لم أدرك أنه يمكنني الذهاب بعيدا في هذا المحيط والنظام التعليمي الجديد. رتبة الأستاذ الجامعي كانت تبدو حلما صعب المنال خاصة مع الغياب التام للعنصر النسائي في هيئة تدريس اقسام الهندسة لدينا في ذلك الوقت بجامعة ميونيخ.

اليوم يقابل العديد من المحيطين بي من أصدقاء ومعارف نجاحي في مجال التدريس الجامعي لأقسام الهندسة المحسوب تقليديا للرجال بتعجب وانبهار وهو ما ينبهني لخصوصية وأهمية هذا الانجاز. رغم انني اعتبره "التطور الطبيعي للأحداث" مقارنة بكمية العمل الشاق والتضحيات الجسام المقدمة من قبلي وخاصة من قبل عائلتي لتحقيق هذا الحلم.

 ولأنه ليس من السهل اثبات النفس والقدرات تحت غطاء كونك "أجنبيا" خصوصا مع وجود حاجز اللغة في نظام تدريبي وتعليمي متطلب كالنظام الألماني.

 يحق للمرء أن يسأل: ما هو مفتاح النجاح؟

في رأيي توجد عدة جوانب أساسية متكاملة لتحقيق النجاح!

 أود اليوم بكل سرور أن أجيب على هذا السؤال انطلاقا من تجربتي الخاصة:

1 - كنت دائما ابذل المزيد من الجهد، وأكثر مما هو مطلوب لإثبات تفوقي ليس فقط كطالبة اجنبية بل اضيا كعنصر نسائي في مجال يحتله الرجال بامتياز كالهندسة.

2 - لقد سعيت بكل ما اوتيت من جهد الى ادماج نفسي بنشاط في المجتمع والمحيط الجامعي والصناعي الالماني من خلال تشكيل وتوطيد شبكات تعاون وتواصل مع جميع الأطراف بغض النظر عن كل الأحكام المسبقة والعراقيل المختلفة.

3- لقد حاولت دائما التعامل بموضوعية مع البيئة الجديدة وفهم كيفية عملها.

4- لم أحاول ابدا الانسلاخ عن هويتي وجذوري بل ان الجميع يعلم مدي اعتزازي بهويتي التونسية وهو من منظوري أحد الأشياء التي جلبت لي الاحترام والتقدير بالإضافة الي مجهوداتي العملية فهويتي لم تكن ابدا عائقا امام نجاحي.

النظام في هذا البلد عادل. تتعلم تلقى . تعمل،  تشكر.ولكن لا أحد يعطيك شيئا  بدون مجهود وإذا دخلنا في مقارنة مع المواطن الألماني مع أداء متماثل، نفقد الرهان على الفور.

نعم أيها السيدات والسادة، لدينا فرصة واحدة فقط وهي التألق، وهذا من خلال الأداء والخبرة والمعرفة! لأنه، كما يقول المثل العربي: " العلم نور"

 

الآن كيف الوضع كامرأة؟ لسوء الحظ، مثل كل شيء، هناك إيجابيات وسلبيات.

امرأة لديها العديد من القدرات الخاصة، وقالت انها تحمل الكثير من المسؤولية ويفعل الكثير في الأسرة، في المجتمع وفي عالم العمل. انها لا يكون ذلك أسهل بكثير على كلا الجانبين. في العمل، وقالت انها في كثير من الأحيان على بذل المزيد من الجهد للحصول على نفس المستوى من الاحترام. على الرغم من أنها متعلمة وحديثة، إلا أنها كانت تناضل دائما مع الصورة الكلاسيكية للمرأة في عائلتها، وهي مطالب مرارا وتكراراوبلا رحمة.

يجب أن لا تستسلم لكل هذا

الأهم من ذلك، يجب على المرأة ان لا تنقاد وراء اهواء المحيطين بها خاصة في مجتمع ذكوري كالمجتمع التونسي بل يجب عليها التمسك بأحلامها وأهدافها المهنية بدون السعي لإرضاء المحيطين بها بعيدا عن طموحاتها في الحياة في اطار تحقيق التوازن بين هذه الأهداف و انسجامها مع محيطها.

 

 سيداتي سادتي دعونا نحتفل اليوم سويا بالذكرى السابعة للثورة التونسية.

 تونسنا هي البلد العربي الوحيد الذي يتمتع في ربوعه المواطنون بالحرية والديمقراطية والسلام. دعونا جميعا كل من موقعه نساهم في تحريك عجلة التنمية الاقتصادية من اجل تونس المستقبل. تونس الحديثة.

أتمنى لهذه التظاهرة كل النجاح!

https://www1.wdr.de/radio/cosmo/programm/sendungen/al-saut-al-arabi/arabische-community/arabischecommunity172.html

 

 https://www.youtube.com/edit?o=U&video_id=iNmMCPvK7m0

 


Copyright © 2024 MAGDE / All rights reserved.