هيلموت شميت المستشار الألماني الأسبق الذي رحل عن سن تناهز 96 عاما...تبكي اليوم ألمانيا فقدانه، لأنه كان قامة سياسية ووصفته المستشارة انغيلا ميركل بأنه كان بمثابة: "مؤسسة سياسية لألمانيا" فقد وجدت فيه ألمانيا الحاكم المحنك الذي يواجه أزمات الحرب الباردة والنفط وارهاب "ألوية الجيش الأحمر" في عقد التسعينات ...واستمر عطاؤه غزيرا كسياسي ومفكر اقتصادي..وساهم في صرح الإعلام الماني بادارته لصحيفة "ديتزايت" الرصينة Die Zeit ..والف عشرات الكتب خصص حيزا كبيرا منها حول مستقبل أوروبا ودورها في العالم
فرنسا اعتبرت رحيله خسارة فادحة للصداقة الفرنسية الألمانية التي ساهم في بناء صرحها، ومنها تشييد الوحدة الأوروبية..مؤسسات واحزاب الاشتراكية الديمقراطية في أوروبا والعالم ، فقدان زعيمها الأوروبي البارز..
وبرحيله فقدت ايضا بلدان المغرب العربي مدافعا قويا عن ادماجها كفضاء أوروبي متوسطي وعن بناء الديمقراطية في هذه المنطقة التي يشكل استقرارها ركيزة أساسية في استقرار وأمن أوروبا..وكان للراحل شميت علاقات صداقة مع زعماء اشتراكيين مغاربيين منهم المغربي عبد الرحمان اليوسفي..،
وعرف عن شميت خصال وخصائص فريدة..منها صراحته النادرة، وأسلوبه "المشاغب" في السجالات..وكان مدخنا شرها لم تفارقه السيجارة حتى آخر أيام حياته الطويلة..
