كلمة منصف السليمي رئيس المؤسسة المغاربية الألمانية للثقافة والإعلام في افتتاح الندوة الحوارية حول السياسة المحلية في ألمانيا ..مجال مشترك للمواطنين والمهاجرين. حوار مفتوح مع نائبات ونواب مجالس مدن ألمانية حول قضايا الاندماج والمشاركة، بمشاركة ممثلين عن الشباب وهيئات من المجتمع المدني.
"مؤسستنا MagDe تسعى منذ تأسيسها لتجسد دور جسر للحوار والتفاعل الايجابي بين المجتمع الألماني والمجتمعات المغاربية..ونرى بأن الجاليات المغاربية وخصوصا أبناءهم من الأجيال الشابة سواء نشؤوا هنا أو وفدوا كمهاجرين، يمكن أن تشكل أفضل رابط مجتمعي بين ألمانيا والبلدان المغاربية.
نلتقي اليوم للحوار حول موضوع حسّاس نتعامل معه يوميا لكننا لا نوليه ما يكفي من التفكير الجماعي: السياسة المحلية..ما موقعنا فيها كمهاجرين أو كمواطنين؟
ما مدلولها في مسألة الاندماج وماذا تعني المشاركة السياسية؟
في أحدث مؤشرات لمعهد الاحصاء الألماني تفيد بأن زهاء 21 مليون شخص أي ما يعادل أكثر من ربع مجموع السكان في ألمانيا ينحدرون من أصول مهاجرة، وهذا يعني أنهم أو على الأقل أحد الابوين لديه جنسية ألمانية دون أن يكون مولودا من عائلة ألمانية. ويحمل 50 % من هؤلاء، أي حوالي 10 ملايين جواز سفر الماني، ويمكن لهم بالتالي المشاركة في جميع الانتخابات: المحلية والعامة: مجالس البلديات، البرلمان المحلي، البوندستاغ.
وبحسب أحدث مؤشرات صادرة عن مقياس الاندماج لمجلس خبراء المؤسسات الألمانية للاندماج والهجرة SVR-Integrationsbarometer
فان أجواء التعايش والاحساس باندماج أفضل للسكان من أصول مهاجرة تسجل تحسنا ملحوظا. والمقصود بعوامل الاندماج: التعليم، العمل، العلاقات المجتمعية.
ثانيا: ظرفية خاصة :
في ظل الضغوط التي يعيشها الجميع بسبب جائحة كورونا، توجد مؤشرات متباينة بشان أوضاع السكان من أصول مهاجرة. هنالك خلال فترة الحجر الصحي مؤشرات حول إحساس أفضل بالثقة في السياسة والمؤسسات، كما تكشف ذلك استطلاعات للرأي، وكما يتم تداوله في الخطاب الرسمي مثلا للمستشارة أنغيلا ميركل وفي وسائل الإعلام الألمانية والمجتمع المدني ومراكز أبحاث..
بالمقابل، تفيد دراسات لمؤسسات عديدة ألمانية ودولية، كما تؤكد تجربتنا في الواقع، مثلا من خلال مبادرة #Together4students التي أطلقتها مؤسسة MagDe بشراكة مع هيئات أكاديمية وجمعيات تونسية-ألمانية و-سوسرية لمساعدة الطلبة في مواجهة جائحة كورونا، نسجل في زمن كورونا معاناة لدى فئات عديدة مثل الطلبة والخريجين حديثا من الجامعات والعاملين في قطات تعاني ضغوطا اقتصادية ولا يمكنها التوظيف عن بعد، ولا ننسى الفئات العمرية المتقدمة.. هنالك صعوبات في الدراسة والبحث عن فرص تعلم اللغة والتدريب والسفر من أجلها، وفي سوق العمل، وفي توفير متطلبات عديدة للحياة.
ثالثا: مناسبة تستحق التنويه:
أظهرت الانتخابات المحلية الأخيرة، في ولاية فستفاليا شمال الراين وولايات أخرى، تطورا ملحوظا يتمثل في زيادة اهتمام الأحزاب والمررشحين بالقاعدة الناخبة من أصول مهاجرة.. ورغم ما يصاحب العمليات الانتخابية في الفترة الأخيرة سواء على المستوى المحلي أو الفيدرالي، من ظواهر ومؤشرات تبعث على القلق وخصوصا منها تنامي نزعات اليمين الشعبي واستهداف المهاجرين والأجانب..
رغم ذلك فان مؤشرات إيجابية تستحق الاهتمام.
في ولاية NRW لأول مرة يسجل عدد معتبر من النواب ذوي الأصول المغاربية تم انتخابهم في مجالس البلديات، نساء ورجال، نحن نفتخر بهم. وأردنا أن نغتنم المناسبة لإقامة حوار فيما بين نخبة متميزة منهم وجمهور من الشباب وممثلي هيئات المجتمع المدني المغاربية النشيطة بألمانيا، حول قضايا:
السياسة المحلية..ما موقعنا فيها كمهاجرين أو كمواطنين؟
ما مدلولها في مسألة الاندماج في سوق العمل والتعليم والحياة العامة؟
وماذا تعني المشاركة السياسية؟."
حوار مفتوح مع الخبير الاجتماعي سامي شرشيرة النائب بمجلس مدينة دوسلدورف عن حزب الخضر، والنائبة بمجلس مدينة فوبرتال عن حزب اليسار رجاء رفرافي، والنائب عزد الدين زريعة بمدينة كيلزنكيرشين عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وممثلة الحزب المسيحي الديمقراطي في هيئة المدارس بمدينة دورماغن أنيسة سايساي.
وبمشاركة ممثلين عن الشباب وهيئات من المجتمع المدني بألمانيا.