اجتماع الرباط يدعو إلى إلغاء العقوبات السالبة للحرية في قضايا النشر وإلى رصد سنوي لأوضاع الجاليات بأوروبا
12-12-2015 09:10:05
دعا المشاركون في الاجتماع الإقليمي حول حرية الصحافة وحقوق الإنسان الذي احتضنته ايسيسكو خلال يومي 10 و11 ديسمبر 2015 في الرباط، الدول العربية "التي لم تقم بعد بإلغاءالعقوبات السالبة للحرية بالنسبة لقضايا وجرائم النشر إلى العمل على القيام بذلك في دساتيرها وتشريعاتها الوطنية".
كما دعا الاجتماع في ختام أعماله إلى ضمان حماية الصحفيين في الدول العربية من خلال إدراج مواد قانونية في التشريعات تحفظ لهم حقوقهم وسلامتهم المعنوية والجسدية تقديرا لوضعهم الاعتباري في المجتمع، والتنصيص على أن حرية الرأي والتعبير يجب أن تكون بعيدة كل البعد على القوانين الجنائية.
وأخذا بعين الاعتبار الإشكالات المرتبطة بحرية ممارسة الحقوق بالنسبة للجاليات المسلمة في أوروبا، دعا المشاركون في الاجتماع، الإيسيسكو إلى التعاون مع مراكز البحث والرصد المهتمة بالموضوع في أوروبا من أجل إنجاز تقارير دورية ترصد أوضاع الحريات وحقوق الإنسان، المتصلة بالجاليات المسلمة في أوروبا.
وشارك في الاجتماع رئيس المؤسسة المغاربية الألمانية للثقافة والإعلام والمدير العام لاتحاد الإذاعات الإسلامية التابع لمنظمة التعاون الإسلامي ، وممثلو عدد من المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية المهتمة بحقوق الإنسان منها المجلس الوطني لحقوق الإنسان في المغرب، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، والمركز المغربي للدراسات والأبحاث في الإعلام وحقوق الإنسان، ومركز الدوحة لحرية الإعلام في دولة قطر، وممثلو قطاعات وزارية معنية بالاتصال والإعلام وحقوق الإنسان في الأردن، وسلطنة عمان، وموريتانيا، والمغرب، ومصر، وقطر.
وخلال الاجتماع الذي عقدته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو- في إطار الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان، اجتماعاً إقليمياً للخبراء حول (حرية الصحافة واحترام حقوق الإنسان في الدول العربية) وذلك في مقرها بالرباط يومي 10 و11 ديسمبر 2015، سعى المشاركون في الاجتماع إلى تحديد معيقات حرية الصحافة واحترام حقوق الإنسان في الدول العربية، وإبراز متطلبات تعزيز حرية الصحافة واحترام حقوق الإنسان، والتوعية بالأبعاد الأخلاقية والقانونية للصحافة في هذه الدول. وتضمن جدول أعمال الاجتماع عرض وتقييم تجارب الدول العربية، على مستوى المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الإعلامية، في مجال تعزيز حرية الصحافة واحترام حقوق الإنسان، ودراسة المتطلبات التشريعية والمؤسساتية لتعزيز حرية الصحافة في هذه الدول، ومناقشة سبل التوفيق بين احترام حرية الصحافة وحرية تدفق المعلومات والمعارف والأفكار في العالم العربي.
وحضر الاجتماع عدد من أساتذة الإعلام والقانون والصحافيين والطلبة الباحثين من المملكة المغربية. وفي اليوم الثاني من الاجتماع تم عقد مائدة مستديرة خصصت لمناقشة موضوع (التناول الإعلامي للإسلام ومقدساته بين حرية التعبير واحترام القانون الدولي وحقوق الإنسان).
وخلال الجلسة الافتتاحية تم الاستماع إلى كلمة معالي المدير العام للإيسيسكو، الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، ألقتها بالنيابة سعادة المديرة العامة المساعدة للإيسيسكو الدكتورة أمينة الحجري والتي أكد فيها أن حرية الإعلام والصحافة، ورديفتها حرية الرأي والتعبير، تعـدّ من الحريات الأساس، ومن الحقوق التي لا تخلو منها أي وثيقة من وثائق حقوق الإنسان المرجعية. وأشار إلى أن الإيسيسكو حرصت على دعم جهود المنظمات غير الحكومية في الدول الأعضاء، من أجل تحقيق الشروط الكفيلة بتمتع الأفراد بحرية الوصول إلى المعلومات، واستثمار توظيفها لخدمة الأهداف الاجتماعية والثقافية والاقتصادية للمجتمعات الإسلامية، استناداً إلى قيم المشاركة والحرية والتعددية، وأوضح الدكتور عبد العزيز التويجري أن الحديث عن حرية الإعلام والصحافة يصبح أكثر تعقيداً وتناقضاً حين يتم استحضار الصور النمطية المشوَّهةِ عن الإسلام والمسلمين، والإساءة إلى الإسلام وإلى النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، في عديد من وسائل الإعلام الغربية، وهو الأمر الذي قال إنه يُجسد خرقاً سافراً للقانون الدولي في مجال الإعلام، ولمبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وللاتفاقيات والقرارات المتفرعة عنه.
وعلى مدى يومين تدارس المشاركون في الاجتماع المواضيع التالية:
- عرض و تقييم تجارب المؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية في الدول العربية في مجال تعزيز حرية الصحافة واحترام حقوق الإنسان.
- مناقشة المتطلبات التشريعية والمؤسساتية لتعزيز حرية الصحافة في الدول العربية.
- دراسة سبل التوفيق بين احترام حرية الصحافة وحرية تدفق المعلومات والمعارف والأفكار في العالم العربي.
- التناول الإعلامي للإسلام ومقدساته بين حرية التعبير واحترام القانون الدولي وحقوق الإنسان.
وبعد مناقشة هذه المواضيع وتبادل وجهات النظر بشأنها أصدر المشاركون التوصيات التالية:
- الدعوة إلى الالتزام بالميثاق العالمي لحقوق الإنسان وبصفة خاصة المادة 19 التي تضمن حرية الرأي وحق الإنسان الكامل في المعلومات تلقياً وبحثاً وإرسالاً بصرف النظر عن الحدود.
- التأكيد على حاجة الدول العربية إلى تحيين تشريعاتها وقوانينها المتعلقة بقطاع الصحافة والنهوض بثقافة حقوق الإنسان التزاماً منها بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي للإعلام، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
- التأكيد على ضرورة وضع ميثاق عربي لآداب وأخلاقيات المهنة واستعمال وسائل الاتصال، ليشكل مرجعية يسترشد بها المهنيون بكل دولة، بالنظر إلى التقارب والتشابه بين القوانين والتشريعات المعمول بها في الدول العربية.
- الدعوة إلى وضع منظومة قانونية شاملة لقوانين الإعلام والاتصال في الدول العربية لتعزيز المشاركة العربية في الملتقيات الإقليمية والدولية ذات الصلة بدعم حرية التعبير واحترام حقوق الإنسان والالتزام بأخلاقيات الاتصال.
- التأكيد على حرية الصحافة سواء في الدساتير أو القوانين في الدول العربية باعتبارها ركيزة لحرية الرأي والتعبير وتعظيم ثقافة حقوق الإنسان من خلال إنشاء المجالس المستقلة لحقوق الإنسان، وتدريس مادة حقوق الإنسان في الجامعات وكليات الشرطة.
- دعوة الدول العربية إلى الاستئناس والاستفادة من التجارب الوطنية الرائدة في مجال التنسيق وخلق مبادرات تشاركية وتعاونية بين المؤسسات الحكومية المعنية ومؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام ومؤسساتها بشكل عام.
- التأكيد على ضرورة إشراك مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات المهنية لإعلاميين في الدول العربية في وضع ومراجعة القوانين والتشريعات ذات الصلة بوسائل الاتصال الجديدة.
- الدعوة إلى ضمان حماية الصحفيين في الدول العربية من خلال إدراج مواد قانونية في التشريعات تحفظ لهم حقوقهم وسلامتهم المعنوية والجسدية تقديرا لوضعهم الاعتباري في المجتمع، والتنصيص على أن حرية الرأي والتعبير يجب أن تكون بعيدة كل البعد على القوانين الجنائية.
- دعوة الدول العربية ، التي لم تقم بعد بإلغاء العقوبات السالبة للحرية بالنسبة لقضايا وجرائم النشر ، إلى العمل على القيام بذلك في دساتيرها وتشريعاتها الوطنية.
- دعوة الإيسيسكو إلى التعاون مع المجالس الوطنية لحقوق الإنسان في الدول العربية لتنظيم دورات تدريبية تجمع العاملين في الإعلام والقضاء من أجل تعميق الثقافة القانونية لدى العاملين في الإعلام وتحسيس القضاة بخصوصية الممارسة الإعلامية.
- دعوة الإيسيسكو إلى إنشاء جائزة لتكريم المدافعين عن الصحفيين وحرية التعبير في الدول الأعضاء والإعلان عنها بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة.
- دعوة الإيسيسكو إلى إحداث مرصد حول حرية الصحافة وحقوق الإنسان وبشراكة مع المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني في البلدان العربية والخبراء الإعلاميين والحقوقيين.
- الدعوة إلى الاهتمام بالتربية الإعلامية وإدراجها ضمن مقررات المؤسسات التعليمية منذ المرحلة الابتدائية إلى الجامعية.
- ضرورة الاهتمام بالالتزام بالواجبات إلى جانب الدفاع عن الحقوق، والعناية بالحقوق الإنسانية في معناها الشامل.
- الدعوة إلى ربط حرية التعبير بالمسؤولية، وإلزام مؤسسات الإنتاج الإعلامي بالعمل على ترويج رسائل إعلامية تراعى ثراء التراث الثقافي الإنساني، وتراعي واجب احترام الأديان، وذلك في إطار الالتزام بالمبادئ الأساسية لأخلاقيات مهنة الصحافة، والترفع عن كل أشكال العنصرية والتحريض على العنف وعدم التسامح، والكره العنصري والديني.
- التأكيد على أهمية قيام الإيسيسكو بتنظيم ملتقيات للحوار حول قضايا حقوق الإنسان تجمع مؤسسات ومنظمات من المجتمع المدني في العالم الإسلامي والغرب، لبحث مسألة القيم الكونية لحقوق الإنسان والخصوصيات الثقافية.
- التنويه بالوثائق المرجعية المتخصصة في مجال حقوق الإنسان والحقوق الثقافية التي أصدرتها الإيسيسكو واعتمدتها أجهزتها الدستورية ودعوة الإيسيسكو إلى تعميم هذه الوثائق على الجهات المعنية والمهتمة.
- الأخذ بعين الاعتبار الإشكالات المرتبطة بحرية ممارسة الحقوق بالنسبة للجاليات المسلمة في أوروبا، ودعوة الإيسيسكو إلى التعاون مع مراكز البحث والرصد المهتمة بالموضوع في أوروبا من أجل إنجاز تقارير دورية ترصد أوضاع الحريات وحقوق الإنسان، المتصلة بالجاليات المسلمة في أوروبا.
- الإشادة بالمقاربة الحقوقية التي اعتمدتها الإيسيسكو في معالجة الصور النمطية عن الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام الدولية ودعوتها إلى إشراك المنظمات الحقوقية العربية داخل العالم العربي وخارجه في الأنشطة ذات الصلة التي تعقدها خارج العالم الإسلامي.
- توجيه التهنئة للرباعي الراعي للحوار في تونس بمناسبة حصوله على جائزة نوبل للسلام لعام 2015 تقديراً لمساهمة المنظمات الأربع في الوساطة من أجل الانتقال الديمقراطي في تونس.
- توجيه الشكر والتقدير إلى المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –ايسيسكو- على عنايتها بالمشاركين في الاجتماع وتوفير الظروف الكاملة لنجاح أعماله وتحقيق أهدافه.
- توجيه خالص عبارات الشكر والتقدير إلى معالي الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للإيسيسكو على استقباله المشاركين في الاجتماع في مكتبه ، والتنويه بعنايته الفائقة ببرامج الإيسيسكو ذات الصلة بالنهوض بالجوانب التشريعية والقانونية للممارسة الإعلامية في الدول العربية من أجل تعزيز حرية التعبير واحترام حقوق الإنسان، وتهنئة معاليه بمناسبة تجديد انتخابه مديراً عاماً من طرف المؤتمر العام للإيسيسكو في دورته المنعقدة في مدينة باكو خلال نهاية شهر نونبر 2015.