بانوراما



"في بلد يبدأ من جديد".. ثورة تونس في كتاب ألماني

18-12-2015 21:49:46

على عكس السياح القادمين من ألمانيا ومن بلده النمسا اختار الصحفي جيرالد درايسنر أن يبدأ رحلته في بلد الشمس الذهبية انطلاقا من المدن الداخلية بعيدا عن المنتجعات السياحية المطلة على البحر المتوسط.

وثق جيرالد درايسنر وهو صحفي وكاتب من النمسا رحلته في تونس بين عامي 2014 و2015 في كتابه "في بلد يبدأ من جديد" المكون من 333 صفحة من الحجم المتوسط والصادر حديثا عن دار النشر "دومانت" بألمانيا، وهو من المؤلفات القليلة باللغة الألمانية التي تتحدث عن الجهات الداخلية بتونس.

كان جيرالد شاهدا على جزء من مرحلة الانتقال الديمقراطي التي شهدتها البلاد منذ اندلاع شرارة الثورة في 17 كانون أول/ديسمبر قبل خمس سنوات لتطيح بحكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي الممتد منذ عام 1987، في كانون ثان/يناير عام 2011.

يكشف الكتاب عن واقع المدن التونسية المهمشة في الداخل بعد خمس سنوات من الانتقال السياسي في البلاد، مثل سليانة وتستور وعين دراهم والقصرين وتالة والرديف وقفصة وتوزر وتطاوين وبن قردان.

يقول درايسنر معلقا على جولته بتونس إنه "لا توجد تطورات على الأرض ولا إصلاحات هيكلية، حصلت ثورة لكن حتى الآن فيما يبدو ذهب رأس النظام وبقي الجسم".

وفي المدينة الرمز سيدي بوزيد حيث أشعل بائع الخضر المتجول محمد البوعزيزي شرارة الثورة بانتحاره حرقا احتجاجا على مصادرة الشرطة لعربته، تحدث دراينسر قائلا ""من الواضح أن الفقر في سيدي بوزيد يزداد اتساعا، لا يوجد استثمار ولا يوجد أمن، تنتشر القمامة في كل مكان بينما يشكو الناس من ارتفاع الأسعار".

ويوضح درايسنر أن "الثورة في تونس تحتاج إلى جيل وإلى متسع من الوقت لتحقيق انتقال صعب من زمن الديكتاتورية إلى زمن الديمقراطية".

ويتابع في حديثه "تونس تفتقد إلى طبقة جديدة من السياسيين وهذا ما يفسر تعطل الكثير من الملفات مثل المصالحة الوطنية والملفات المرتبطة بالانتهاكات والتعذيب في الماضي".


Copyright © 2024 MAGDE / All rights reserved.