اللغة الألمانية بين تنامي إقبال الشباب المغربي وتفريط المدارس العمومية
03-01-2016 12:11:38
نظمت "الجمعية المغربية لأساتذة اللغة الألمانية" بشراكة مع المعهد الثقافي الألماني(غوته) مؤخرا لقاءها السنوي "يوم الأستاذ"، تحت شعار"اللغة الألمانية: ربح في المغرب"، احتضنته مقر معهد غوته بالرباط، وحضره فاعلون مغاربة وألمان إلى جانب حوالي 100 من مدرسات ومدرسين للغة غوته بمدن مغربية مختلفة. لقاء الجمعية المغربية عرف في أحد محاوره نقاشا في موضوع " السياسة اللغوية والتعدد اللغوي في المغرب" و"وضع اللغة الألمانية"، في سياق الإصلاح الجديد الذي يعرفه في الوقت الراهن نظام التعليم المغربي..
الصحافي وأستاذ اللغة الألمانية المغربي بوعمرو العسراوي تابع لـ"المغاربية الألمانية للثقافة والإعلام" محاور النقاش، كما ننشر رفقته ملخصا باللغة الألمانية كما توصلت به "المغاربية الألمانية للثقافة والإعلام" من الجمعية المغربية لأساتذة اللغة الألمانية..
بحسب مسح قام به ممثلون جهويون في منظومة التعليم المغربي يتضح بجلاء ارتفاع في أعداد المتعلمين، الذي يقبلون على تعلم اللغة الألمانية بالمدارس والمعاهد الخصوصية المغربية، هذا في وقت تسجل فيه بالمقابل المدارس العمومية الرسمية تراجعا ملحوظا في نسبة عدد المتمدرسين في أقسام اللغة الألمانية..
ويمكن إرجاع أحد أسباب تراجع الإقبال على درس اللغة الألمانية في المدارس المغربية العمومية إلى إجراء مستجد في نظام التعليم المغربي يوجب اللغة الأنجليزية من أجل ولوج الطلبة لمعاهد عليا، وبذلك بدأ تواري اللغة الألمانية تدريجيا إلى الوراء..
حسن صميلي ممثل "المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي" بالمغرب شدد من جانبه في كلمته خلال اللقاء على أهمية اللغة الألمانية، وعلى عدم إقصائها في الإصلاح التربوي الجديد، وقال صميلي "إن اللغة الألمانية تتواجد في نفس مستوى اللغة الإسبانية والإيطالية.."..
واتضح من خلال مجريات النقاش أن حججا عديدة تدفع في صالح تدريس وتعلم اللغة الألمانية بالمغرب، وهناك قبل كل شئ عاملان حاسمان بهذا الخصوص: الأول باعتبار ألمانيا بلدا جاذبا في مجال متابعة الدراسة الجامعية بالنسبة لكثير من المغاربة اذ يأتي الطلاب المغاربية، بعد الصين وبولندا (جارة ألمانيا) في صدارة البلدان التي توفد طلاب إلى الجامعات الألمانية، والثاني يتجلى في اهتمام عدد من المغاربة بخوض تجربة عمل في ألمانيا..
وأجمع المتدخلون ومشاركون في النقاش على أن وضع اللغة الألمانية في نظام التعليم المغربي بإمكانه أن يتعزز فقط من مدخل سياسة لغوية ناجحة، وهذا يستوجب أن يتحقق من خلال تجسير تعاون وثيق بين جميع المسؤولين المغاربة والمؤسسات الألمانية، وأيضا من خلال عمل مشترك مع ممثلين عن اللغات الأجنبية الأخرى. وعوض الدخول في منافسة مع لغات أجنبية أخرى يستوجب التركيز على التعدد اللغوي باعتباره قيمة في المجتمعات الحديثة..
كما تدخل من جهته فؤاد شفيقي، مسؤول بمديرية المناهج بوزارة التربية الوطنية والتكوين المغربية في محور بنفس الموضوع وأجاب عن تساؤلات أساتذة اللغة الألمانية المغاربة الحاضرين، التي تناولت قضايا أساسية تهم "درس اللغة الألمانية" بالمدارس المغربية العمومية، وأخرى تشغل بال مدرسي اللغة الألمانية المغاربة مثل إدراج كتاب مدرسي جديد خاص بالمدارس المغربية العمومية، ووضع اللغة الألمانية كمادة للتدريس في إطار الإصلاح الجاري حاليا لنظام التربية والتكوين المغربي، يعني كلغة أجنبية ثالثة ومادة درس اختياري في منظومة التعليم، انطلاقا من المستوى العاشر(تعليم ثانوي)..
وبحسب شفيقي فإن الألمانية كمادة تدريس، إلى جانب وضع مدرسي اللغة الألمانية بالمدارس العمومية المغربية هو موضوع بالتأكيد في غاية الأهمية بالنسبة لوزارة التربية والتكوين، وقد تقرر العمل على تصحيح مشاكل وصعوبات حاصلة بهذا الشأن، يقول المسؤول المغربي..
يشار إلى أن طاولة النقاش هاته عرفت إلى جانب مداخلات حسن صميلي وفؤاد شفيقي مشاركة كل من فريدريش دالهاوس مدير معهد غوته بالمغرب، رالف لوريش المستشار الثقافي بسفارة ألمانيا بالرباط، محمد ستور رئيس الجمعية المغربية لأساتذة اللغة الألمانية، محمد الباح أستاذ في شعبة الدراسات الألمانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، رشيدة زوبيد أستاذة محاضرة في الدراسات الألمانية وغابريله هارب خبيرة لغوية بمعهد غوته..
