بانوراما



في غياب وزيرة الشباب...شباب تونسي بألمانيا"يقترح ويبادر"

27-11-2016 20:06:19

"الشباب يقترح ويبادر" عنوان ورشة شبابية احتضنتها جامعة بوخوم الألمانية، شارك فيها نخبة من الشباب الطلابي وممثلي هيئات من المجتمع النشيطة في أوساط الشباب التونسي بألمانيا، وناقشوا قضايا وانشغالاتهم وفي مقدمتها "خطاب بديل لمواجهة الفكر المتطرف" و"الشباب في المهجر"، "الشباب والتعبيرات: الممارسات الثقافية والترفيهية" ، "الشباب وقيم المواطنة"، "الشباب والتنمية"، "الشباب والصحة والسلوكات المحفوفة بالمخاطر" ، "الشباب وتكنولوجيا الإتصال".

اللقاء الشبابي عقد ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي الذي إلتأم ما بين 21 و28 نوفمبر 2016 في رحاب جامعة بوخوم بولاية فستفاليا شمال الراين، NRW، برعاية  المكتب الأكاديمي للخدمات الجامعية في بوخوم و بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التونسية وبهذه المناسبة، التي مثلها السيد منجي النعيمي مدير عام الشؤون الطلابية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجي، في غياب وزيرة الشباب والرياضة ماجدولين الشارني التي اعتذرت عن الحضور في آخر لحظة وبشكل مفاجئ للحضور الذين لم يخفوا استياءهم، لدى القنصل العام للجمهورية التونسية الذي حضر فعاليات الأسبوع.

اذ كان المشاركون في فعاليات الأسبوع ينتظرون حضور الوزيرة مساء يوم الخميس 24 نوفمبر بجامعة بوخوم للحوار معها حول قضاياهم وانشغالاتهم وايضا حول مشروع الاستراتيجية الوطنية للشباب التي تستعد البلاد لاحتضانها في ذكرى الثورة 14 جانفي المقبل وبرعاية الرئيس باجي قايد السبسي. ورأى عدد من منهم في غياب الوزيرة إشارة سلبية دالة على نوعية الاهتمام الذي توليه الحكومة للشباب التونسي في المهجر، والذي يشكل فاعلا أساسيا وديناميكا في مستقبل البلاد.

لكن المنظمين وعلى رأسهم عز الدين زريعة المسؤول في مكتب الخدمات الجامعية بجامعة بوخوم، صمموا على انجاح اللقاء وشكلوا مجموعات عمل تمحورت حول القضايا المتعددة التي تشغل الشباب التونسي بألمانيا. إحدى الشابات المنظمات (وهي ألمانية المولد وتونسية الأصل) قالت  "نحن نعلم ان الدولة لا تعير إهتماما بنا، رغم ذلك سنواصل فعالياتنا بالإمكانيات المتاحة لنا".

من جهتها دعت مشاركة أخرى لإنشاء نوادي ثقافية فنية في الجامعات الألمانية تهتم بالرسم والموسيقى. كما شارك في النقاش ممثلون عن جمعية الصداقة التونسية الألمانية وتواصل والنماء الطلابية.

ومن بين المواضيع التي نوقشت في اللقاء مشروع الجامعة الألمانية التي ستقام بتونس، حيث أثار ممثل المؤسسة المغاربية الألمانية للثقافة والإعلام MagDe حيث تساءل حول أسباب التأخير المسجل في انجاز المشروع الواعد علميا وثقافيا.

مبادرات من أجل الشباب في ألمانيا

وقال خالد الكحولي المكلف بشؤون الشباب في المؤسسة المغاربية الألمانية إن "ضعف حضور الدولة التونسية يبدو واضحا بالنسبة للشباب وخصوصا الطلبة في المهجر..الأمر الذي يلقي بأعباء كبيرة على جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني، لكن هذه الأخيرة بدورها ورغم الدور الايجابي والمبادرات التي تقوم بها من حين لآخر، فان عملها ما يزال منقوصا سواء على مستوى التنظيم أو البعد الميداني أو على مستوى التنسيق فيما بينها..كما أن علاقاتها بممثليات الدولة التونسية أي السفارة والقنصليات، تشوبها الكثير من السلبيات".

وأوضح المتحدث أنه وعيا من المؤسسة بالظرفية الصعبة التي يجتازها الشباب المغاربي بشكل عام في ألمانيا، وخصوصا بعد الأحداث المأساوية التي شهدتها مدينة كولونيا في رأس السنة عندما تعرضت مئات النساء لاعتداءات جنسية، فقد بادرت MagDe بالتعاون جمعية توني كير Tuni care إلى تقديم مبادرة من أجل بلورة برنامج تحرك مشترك لهذه الجمعيات بهدف مساعدة الشباب المغاربي على الاندماج بألمانيا، وتصحيح الصور النمطية السلبية التي لحقت به جراء تلك الأحداث وكذلك جراء الضغوط المترتبة عن أزمة اللاجئين وتنامي نزعات يمينية شعبوية معادية للمهاجرين. وما يزال التشاور متواصلا حول المبادرة مع جميعات أخرى من المجتمع المدني، بالاضافة إلى وزارة الاندماج والعمل بولاية فستفاليا شمال الراين،  NRW.

وأشار كحولي ايضا الى أن MagDe تعمل بالتنسيق مع خبراء أكاديميين بالجامعات الألمانية، لانجاز دراسة حول واقع وتطلعات الشباب المغاربي في ألمانيا. ومن خلال هذه الدراسة تأمل المؤسسة أن تستنير بها لوضع أولويات للشباب الذي يعيش هنا بألمانيا، بمختلف أصنافه وأوضاعه القانونية والمهنية والأجيال المختلفة ومنها الذين ولدوا هنا.

الاستثمار في الموارد البشرية

  

وأعرب مشاركون في اللقاء عن حرص غالبية شباب تونس بالمهجر بفئتيه المهاجر والمولود هنا بألمانيا، المساهمة بأفكار واقتراحات بناءة، من أجل توطيد جسور التواصل بينهم وبين بلدهم تونس، لكنهم لم يخفوا تذمرهم من عدم اهتمام المؤسسات الحكومية بالحوار معهم حول قضاياهم وانشغالاتهم وعدم اهتمامها بالاستثمار في الشباب كموارد بشرية واعدة، خصوصا في ظل تزايد التحديات ومخاطر التطرف وتزايد الأعباء والضغوط في ظل أزمة اللاجئين وتنامي نزعات يمينية شعبوية والتداعيات المحتملة لتطبيق اتفاقية تصنيف تونس كدولة آمنة.

وتطرق بعض المشاركين إلى عدد من الصعوبات الاجتماعية والمادية التي تواجه الطلبة التونسيين، مثل اقتراح فكرة قيام شركة الخطوط الجوية التونسية، بعروض سفر بأسعار مناسبة للطلبة أيام العطل عقب إنتهاء كل سداسية دراسة، وذلك أولاً لتشجيع أبناء المهجر للعودة وقضاء العطلة في بلدهم الأم. وشارك في اللقاء ممثل عن شركة الخطوط التونسية.

فعاليات فنية تونسية

كما تخللت الأمسية مقاطع موسيقية من التراث لبعض عمالقة الفن التونسي الأصيل، عبر آلة العود والغيتار من أداء الشاب الفنان الواعد ابراهيم بشير. ويذكر أن فعاليات الأسبوع الثقافي التونسي ببوخوم شارك فيها وفد تونسي وستّة طبّاخين يمثّلون دواوين الخدمات الجامعيّة للشمال والوسط والجنوب بتونس.

واٌختتم  اللقاء بحفل عشاء بحضور القنصل العام ببون السيد أحمد الشفرة، والسيد يورغ لوكن رئيس مكتب الخدمات والتشجيع الطلابي الألماني - جامعة بوخوم AKAFÖ، والذي أكد في تصريح لـ mediamagde وذكر فيه اهتمامه ودعمه للشراكة التونسية الألمانية على مستوى التبادل الجامعي والثقافي وبأنه يطمح لمزيد تفعيلها، ووصف السيد لوكن الشراكة التونسية الألمانية بأنها واعدة و"أنها تٌزهر".

 

mediamagde


Copyright © 2024 MAGDE / All rights reserved.