بانوراما

ندوة حوارية في بون حول دور الشباب من أصول مهاجرة في المجتمع الألماني - أسئلة الهوية والسياسة

يبدو أن الجيل الشاب من أصول مهاجرة أو اللاجئ الذي التحق بألمانيا في السنوات الأخيرة يعيش مخاضًا صعبًا وتُثار لديه أسئلةٌ حارقة، تبدأ من أسئلةٍ وردودِ فعل ٍعلى ما يُنشر في الإعلام الألماني أو مواقف السياسيين في ألمانيا، وصولًا إلى التفاعل مع ما يُنشر في الإعلام العربي بشقيه الكلاسيكي ومواقع التواصل الاجتماعي. ينعكس ذلك على نظرتهم إلى الأمور، فتبدو الصورةُ المنتشرةُ على نطاقٍ واسع ذات ملامح سلبية لألمانيا ودورها خصوصًا في القضايا التي تهم منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ولا تبقى هذه الصورة أو الانطباعات السلبية في الأذهان أو في مستوى المشاعر فحسب، وإنما تتحول أيضًا إلى أسئلةٍ لدى فئاتٍ من هؤلاء الشبان، من قبيل: ما موقعنا في ألمانيا؟ هل نحن حقاً مواطنون؟ هل نشاطر القيم نفسها التي تقوم عليها ألمانيا؟ هل نشاطر هذا المجتمع قيمهُ وتوجهاتِه وأحلامه وطموحاته أم نحن فئة أخرى؟

تمتد تلك الأسئلة إلى مجالاتٍ عملية وسياسية: كيف يمكن وينبغي لنا أن نتعامل مع الأوضاع؟ هل نشارك في الحياة السياسيةِ، أي في المجتمع المدني أو الأحزاب، وفي الانتخابات؟ هل لنا أصلًا فرصٌ لذلك، أم أننا سنُواجهُ بنظرةٍ سلبية وصور نمطية؟ ما حقيقة حجم النظرة السلبية لنا كشُبَّان وشابّاتٍ نعيش في ألمانيا، إن كنا نودّ أن نشارك في الحياة السياسية والمجتمعية؟

ونظرًا إلى راهنية الأوضاع في سوريا وخصوصيتها، ستولي هذه الندوة اهتمامًا خاصًّا بمسألة انخراطِ السوريات والسوريين المقيمين في ألمانيا في الحياة السياسية فيها، وعلاقة ذلك الانخراط بنظرتهم إلى تلك الحياة وبتفاعلهم المستمر مع الأوضاع المتأزمة في سوريا.

تسعى هذه الندوة إلى مناقشةِ نظرة الشبابِ في ألمانيا، ولا سيّما ذوي الأصول المهاجرة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى دورهم في المجتمع الألماني، وكيفيةِ تعاملهم مع قضايا الهوية والمشاركة السياسية وعلاقات ألمانيا/ أوروبا المتقلّبة مع العالم العربي، في ظل التحولات العميقةِ الجارية حاليًّا، أوروبيًّا وعربيًّا وعالميًّا.

بوصفنا هيئتيّ مجتمعٍ مدني، المؤسسة الألمانية المغاربية للثقافة والإعلام ومنتدى تفاكر للحوار والثقافة، نود أن ننظم ندوةًحوارية تعالج هذه الأسئلة مع عدد من الخبراء والمختصين بالموضوع، لهم آراء وتجارب مختلفة في الحياة الأكاديمية والاجتماعية والسياسية في ألمانيا.

نبذة عن المشاركين في الندوة:

• منصف السليمي: رئيس المؤسسة الألمانية-المغاربية للثقافة والإعلام (MagDe) في بون، ألمانيا. يتمتع بخبرة تزيد عن 30 عامًا في الصحافة والإعلام في العالم العربي وألمانيامتخصصًا في الشؤون المغاربية والأوروبية والاعلام الجديد. ساهم في حواراتٍ ثقافية وأبحاث حول التحولاتِ المجتمعية والهجرة والاندماج، بالإضافة إلى تأليف كتبٍ ودراساتٍأكاديميةٍ متعددة.

• كريمة بن إبراهيم: أستاذة في علوم التربية ومتخصصة في الوساطة وحلّ النزاعات. تشغل منصب مديرةِ الهيئة الوطنية لمناهضةِ العنصرية والوقاية من التطرف اليميني في ألمانيا (IDA-NRW)، وتقدم استشاراتٍ للحكومة الألمانية في قضايا العنصرية، لا سيما العنصرية ضد المسلمين. لها إسهاماتٌبارزة في مجالات النقد العنصريّ، التعدديةِ الثقافية، وتمكينِالمجتمعات. تجمع بين البحث الأكاديمي والمشاريعِ العمليةِلتعزيز التوعية والاندماج الاجتماعي.

• هدى الزين: دكتورة في علم الاجتماع وأستاذة جامعية، حاصلة على الدكتوراه من جامعة فرايبورغ في ألمانيا. عملت في جامعاتٍ مرموقة كفرايبورغ وناربورغ، وتُدرّس حاليًا في قسم لغاتِ وثقافاتِ الشرق الأوسط. تتناول كتاباتها قضايا الاغتراب، الفردية، ودور المرأة في التغيير الثوري، مع تركيزٍخاص على المجتمعات العربية وسوريا.

• شكري حمدي: ماجستير علم اجتماع وعلوم سياسية منجامعة دوسلدورف. باحثٌ في علم الاجتماع في جامعة مونستر. حاصل على جائزة أفضل طالب أجنبي للنشاط السياسي من قبل الهيئة الألمانية للتبادل العلمي في عام 2006. عضو مؤسس لثلاث جمعيات اندماج في ألمانيا.

إدارة الحوار:

• حسام الدين درويش: باحثٌ ومحاضرٌ في عدد من الجامعات الألمانية، وحاصل على الدكتوراة في الفلسفة من فرنسا. تتناول كتاباته مواضيع تتعلق بالفلسفة والفكر العربي والدراسات الإسلامية. صدرت له عشرة كتبٍ، وعشرات الدراسات المحكمة والترجمات، باللغات العربية والفرنسية والإنكليزية.